عرفنا سابقا أن الخطوة الأولى التي تحدد مدى حاجتنا لمعالجة المياه هي إجراء تحليل كيميائي وبيولوجي لمصدر المياه لدينا، أياً كان الغرض من معالجة المياه.
التحليل الكيميائي والبيولوجي سيكونان المحددين لمرشحات وأجهزة معالجة وتنقية المياه التي نحتاجها لمعالجة مياهنا.
- التحليل البيولوجي: ويهتم بتوضيح وجود أو عدم وجود البكتيريا وأنواع البكتيريا وعددها بالمليجرام والطفيليات وكذلك الفيروسات.
- التحليل الكيميائي: يمكننا القول أنه تحليل فيزيائي كيميائي، وهو يوضح ما يلي:
اللون. - الطعم. - درجة الحموضة والقلوية (PH). - الموصلية الكهربائية (EC). - العكارة (N.T.U). - مؤشر كثافة الطمي (SDI). - المواد الصلبة العالقة الكلية (TSS). - العسر الكلي للمياه. - الاملاح الذائبة الكلية (TDS). - قيم العناصر الكيميائية الموجودة في عينة المياه مثل: (الصوديوم - الكالسيوم - البوتاسيوم - الماغنسيوم - الكلور - البيكربونات - الكبريتات - الحديد - المنجنيز - الزنك - النحاس... الخ).
في السطور التالية سنتعرف على المكونات أو العناصر الغير مرغوب في تواجدها في المياه والتي يجب إزالتها والعناصر التي يجب تقليل نسبتها وما هي الفلاتر والأجهزة التي يمكن استخدامها لمعالجة كل نوع من هذه المكونات أو العناصر. وسوف يكون هذا العرض بنفس ترتيب مراحل محطات وفلاتر معالجة وتنقية المياه:
1- البكتيريا والطفيليات والفيروسات:
يعتبر تواجد البكتيريا والطفيليات والفيروسات التحدي الأول الذي يجب معالجته في عملية المعالجة، أولاً بسبب مخاطرها الصحية وثانياً بسبب قدرتها على الانتشار والتكاثر بكميات أكبر وأكبر مما يؤدي إلى فشل أنظمة معالجة وتنقية المياه في أداء عملها.
إن أكثر الطرق شيوعاً في معالجة وإزالة البكتيريا هي كما يلي:
أ) تطهير المياه بالكلور:
يمثل استخدام الكلور أقوى الطرق وأكثرها شيوعاً في معالجة البكتيريا والجراثيم والطفيليات والفيروسات الموجودة في المياه، وقد يستخدم كغاز كما في محطات المعالجة الكبرى، أو كسائل، ولكن الشكل الأكثر استخداماً في المحطات المتوسطة والصغيرة هو هيبوكلوريت الكالسيوم بتركيز 65% و70%.
يكون هيبوكلوريت الكالسيوم على شكل حبيبات، يتم تحديد كمية محددة منه وفقاً لكمية المياه المراد معالجتها وحجم خزان المواد الكيميائية الذي سيتم سحب الكلور منه لحقنه في خط المياه.
لتحضير الكلور، يتم إذابة هيبوكلوريت الكالسيوم في الماء الموجود في خزان المواد الكيميائية، وتتم عملية حقن الكلور باستخدام مضخة ذات سعة ضغط (بار) ضعف ضغط الماء تقريبا، حيث تقوم مضخة الحقن بسحب الكلور من الخزان وحقنه في خط المياه أو خزان التفاعل.
بعد حقن الكلور في خط المياه، تذهب المياه إلى خزان مياه يتم تحديد سعته حسب كمية المياه المراد معالجتها، ويعد وجود هذا الخزان ضروريًا بعد حقن الكلور لتحقيق زمن تفاعل الكلور مع المكونات الموجودة في الماء.
تتميز عملية كلورة المياه بقدرتها على القضاء على البكتيريا والفيروسات والطفيليات، كما يعمل الكلور على أكسدة العديد من العناصر، مثل الحديد والمنجنيز، وتحويلها من الشكل المذاب إلى الشكل الصلب، والذي يمكن إزالته بسهولة.
إن عيب عملية معالجة المياه بالكلور هو أنها تتطلب مراقبة يومية لتجديد الكلور في الخزان الكيميائي ومراقبة التقدم الصحيح للعملية.
يوضح الرسم التوضيحي التالي نموذجًا لنظام حقن الكلور:
ب) الأشعة فوق البنفسجية (UV):
جهاز الأشعة فوق البنفسجية عبارة عن اسطوانة من الفولاذ المقاوم للصدأ بها فتحة دخول وفتحة خروج للمياه، يوجد داخل هذه الاسطوانة لمبة تصدر الأشعة فوق البنفسجية (56 نانومتر)، والتي يمكنها تدمير الحمض النووي للبكتيريا، وبذلك يصبح وجودها وعدم وجودها سواء.
لمبة الأشعة فوق البنفسجية موجودة داخل أنبوب زجاجى يبقيها بعيدة عن الماء ولا تمنع الأشعة من الوصول إلى الماء.
تأتي أجهزة الأشعة فوق البنفسجية بأحجام مختلفة حسب كمية المياه المراد معالجتها وتحسب قدرتها على المعالجة بالجالون في الدقيقة (GPD).
يجب إزالة الرواسب والعكارة والكلور من الماء قبل دخوله إلى جهاز الأشعة فوق البنفسجية حتى تصل الأشعة إلى الماء وتقوم بعملها بشكل سليم.
يجب أن تكون عملية معالجة المياه بالأشعة فوق البنفسجية هي المرحلة الأخيرة في معالجة المياه قبل الاستخدام المباشر وبدون تخزين المياه، حيث يمكن للبكتيريا أن تتواجد مرة أخرى إذا تم تخزين المياه بعد عملية التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية.
يوضح الرسم التوضيحي التالي نموذجًا للمكان الذي يمكن تثبيت جهاز الأشعة فوق البنفسجية فيه:
ج) معالجة بكتيريا المياه بالأوزون:
الأوزون هو غاز عديم اللون ذو رائحة نفاذة، ويتكون من ثلاث ذرات أكسجين وله الصيغة الكيميائية O³.
الأوزون أقوى من الكلور عدة مرات في تطهير المياه وأكسدة الحديد والمنجنيز والكبريت.
يتم إنتاج الأوزون من المولدات التي تشكل جزءًا من محطة معالجة المياه، حيث يتم حقن الأوزون في مخرج المياه من مضخة التغذية، ثم يتجه الماء إلى الخزان الأساسي ثم إلى المرشحات المتعددة الوسائط والكربون ووحدة التناضح العكسي.
عيوب معالجة المياه بالأوزون:
1. معالجة الأوزون أكثر تعقيدًا من معالجة الكلور وتتطلب متخصصًا لتحديد النسبة الصحيحة من الأوزون المطلوبة لمعالجة أكثر كفاءة.
2. معالجة الأوزون غالبًا ما تكون أكثر تكلفة من طرق المعالجة الأخرى.
3. الأوزون شديد التفاعل والتآكل، لذلك يتطلب مواد مقاومة للتآكل مثل الفولاذ المقاوم للصدأ والبولي بروبيلين.
4. يجب مراقبة أجهزة توليد الأوزون للتأكد من عدم وجود تسرب قد يؤدي إلى التسمم أو ربما الانفجار.
2- المواد الصلبة العالقة الكلية (TSS).
المواد الصلبة العالقة غير المذابة في الماء هي عبارة عن جزيئات صغيرة تطفو في الماء، مثل الطمي والغبار وأجزاء من الطحالب وبعض المواد العضوية والصدأ. ويشار إليها بـ TSS وهو اختصار لـ Total Suspended Solids.
يجب ألا تزيد نسبة المواد الصلبة العالقة الكلية في الماء عن 1 ملجم/لتر.
3- العكارة Turbidity.
العكارة هي وجود سحابة أو شوائب داخل الماء. والسبب هو جزيئات صغيرة (أجسام معلقة في الماء، على سبيل المثال) والتي غالبًا ما لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. وهي تشبه الدخان في الهواء.
يعتبر قياس العكارة عملية أساسية في اختبار جودة المياه. غالبًا ما ترتبط المواد الصلبة المعلقة بالعكارة.
وحدة قياس العكارة هي N.T.U. يجب أن يحتوي الماء على نسبة 0.5 إلى 1 N.T.U.
4- مؤشر كثافة الطمي (SDI):
يقدر مؤشر كثافة الطمي كمية المواد الصلبة العالقة والغرويات داخل الماء، والتي إذا زادت عن النسبة المقبولة تجعل مياه الشرب غير صالحة وتتسبب في فشل أنظمة معالجة وتنقية المياه.
وحدة القياس هي رقم SDI. يجب ألا تزيد نسبة كثافة الطمي عن 3 وبحد أقصى 5.
يتم معالجة المواد الصلبة العالقة والغرويات في محطات معالجة المياه باستخدام مرشح الرمل، وهو عبارة عن حاوية تحتوي على الحصى والرمل، ويتم تركيب صمام تحكم يدوي أو أوتوماتيكي أعلى الحاوية لإجراء عملية الغسيل العكسي.
ولكن أفضل من مرشح الرمل هو مرشح الوسائط المتعددة، والذي يحتوي على طبقة من الفحم الأنثراسيت بالإضافة إلى طبقة الرمل وطبقة الحصى. يمكن لمرشح الوسائط المتعددة إزالة الرواسب حتى 20 ميكرون. يُعرف الفحم الأنثراسيت بقدرته على إزالة المواد الصلبة العالقة والغرويات من الماء.
في مرشحات المياه المنزلية، يتم الاعتماد على مرشح الرواسب (المرحلة الأولى) لإزالة العكارة والطمي والمواد الصلبة العالقة.
الصورة التوضيحية التالية لمرشح الوسائط المتعددة:
5- إزالة الكلور و مسببات الطعم والرائحة الكريهة من الماء:
وفقًا لإرشادات وتوصيات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بمياه الشرب، يجب ألا تزيد نسبة الكلور في الماء عن 0.5 ملجم/لتر، وينطبق هذا أيضًا على أجهزة تنقية المياه وأيضًا على مياه التغذية لأنظمة التناضح العكسي، لذلك يجب إزالة الكلور الزائد، خاصة إذا استخدمنا الكلور كمرحلة أولية في محطة معالجة وتنقية المياه.
كما قد تحتوي المياه على طعم ورائحة كريهة لأكثر من سبب، مثل وجود كبريتيد الهيدروجين (رائحة البيض الفاسد).
لإزالة الكلور و مسببات الطعم والرائحة الكريهة، وكذلك لإزالة المواد الصلبة العالقة الأصغر حجمًا، يتم استخدام مرشح حبيبي من الكربون النشط.
وفقًا لموسوعة ويكيبيديا:
الترشيح الكربوني هو طريقة ترشيح تستخدم حبيبات الكربون النشط لإزالة الملوثات والشوائب، باستخدام الامتصاص الكيميائي. تم تصميم كل قطعة من الكربون لتوفير جزء كبير من مساحة السطح، وذلك للسماح بتعرض أكبر قدر ممكن من الملوثات لوسائط الترشيح. يحتوي رطل واحد (454 جرامًا) من الكربون النشط على ما يقرب من 100 فدان (1 كم/² كجم). هذا الكربون مشحون إيجابيًا ومصمم لجذب الملوثات المائية المشحونة سلبًا. تُستخدم مرشحات الكربون عادةً لتنقية المياه، ولكنها تُستخدم أيضًا لتنقية الهواء. تكون مرشحات الكربون أكثر فعالية في إزالة الكلور والرواسب والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs) من الماء. لكنها ليست فعالة في إزالة المعادن والأملاح والمركبات غير العضوية المذابة.
مرشح الكربون النشط في محطات معالجة وتنقية المياه عبارة عن حاوية توضع بداخلها حبيبات الكربون بكميات يتم تحديدها وفقًا لكمية المياه المراد معالجتها. في الجزء العلوي من الحاوية، يتم تثبيت صمام تحكم (يدوي أو أوتوماتيكي) لتنفيذ عملية الغسيل العكسي. عادةً ما يكون مرشح الكربون النشط بعد مرشح الوسائط المتعددة.
في مرشحات معالجة وتنقية المياه المنزلية، المرحلة الثانية هي مرشح الكربون النشط الحبيبي، والمرحلة الثالثة هي مرشح الكربون النشط الصلب.
يمثل الرسم التوضيحي التالي نموذجًا لمرشح حبيبي من الكربون النشط:
6- عسر الماء:
وفقًا لويكيبيديا، فإن الماء العسر هو الماء الذي يحتوي على نسبة عالية من المعادن (على عكس "الماء اللين").
يتكون الماء العسر عندما يتم ترشيح الماء من خلال رواسب الحجر الجيري والطباشير التي تتكون بشكل أساسي من كربونات الكالسيوم والمغنيسيوم.
قد يكون لشرب هذه المياه فوائد صحية معتدلة، ولكنها قد تشكل مشاكل خطيرة في البيئات الصناعية، حيث يتم مراقبة عسر الماء لتجنب الأعطال المكلفة في الغلايات وأبراج التبريد وغيرها من المعدات التي تتعامل مع الماء.
في الاستخدام المنزلي، نرى الماء العسر عندما نرى الصابون لا يرغى عندما يتم تحريك الصابون في الماء، وتكوين رواسب بيضاء في الغلايات وسخانات المياه.
يُستخدم تليين الماء بشكل شائع لتقليل التأثيرات الضارة لعسر الماء.
درجات عسر الماء على أساس تركيزات كربونات الكالسيوم هي كما يلي:
أقل من 75 ملغ/لتر - تعتبر لينة بشكل عام
76 إلى 150 ملغ/لتر - عسر معتدل
151 إلى 300 ملغ/لتر - صعبة
أكثر من 300 ملغ/لتر عسر للغاية
يتم استخدام مرشح منقي المياه لإزالة المياه العسرة. مرشح المنقي هو حاوية تحتوي على راتنجات التبادل الأيوني. يتم شحن هذه الراتنجات بأيونات الصوديوم، ويتم تثبيت صنبور التحكم في المنقي، ومهمته تنفيذ عملية الغسيل العكسي وإعادة شحن الراتنج بكلوريد الصوديوم.
عندما تمر المياه العسرة فوق هذه الراتنجات، تحدث عملية تبادل أيوني حيث يتخلى الماء عن أيونات الكالسيوم والمغنيسيوم ويستبدلها بالصوديوم من الراتنج.
ولكن كيف يتم إعادة شحن الراتنج بالصوديوم؟
يتم توصيل الفيزل المحتوي على الراتنج بخزان كيميائي يحتوي على ماء تضاف إليه أقراص الملح، ويتكون كلوريد الصوديوم.
يتم سحب محلول الملح باستخدام صمام تحكم مثبت على حاوية الراتينج، والذي يسحب كلوريد الصوديوم ويضخه إلى حاوية راتينج التبادل الأيوني لإعادة شحن الراتينج بالصوديوم.
يستخدم فلتر تنقية المياه بشكل خاص في محطات معالجة وتنقية المياه التي تحتوي على وحدة التناضح العكسي لمنع تكوين رواسب الكالسيوم والمغنيسيوم على سطح أغشية التناضح العكسي، مما يتسبب في تلفها أو انسدادها.
يوضح الرسم التوضيحي التالي فلتر تنقية المياه:
7- إزالة الحديد والمنجنيز من الماء:
وفقاً لإرشادات وتوصيات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بمياه الشرب، يجب ألا تزيد نسبة الحديد المذاب في الماء عن 0.3 ملغم/لتر، ويجب ألا تزيد نسبة المنجنيز عن 0.05 ملغم/لتر.
غالباً لا تحتوي المياه العذبة على نسب عالية من الحديد والمنجنيز، وإذا تواجد الحديد والمنجنيز في المياه العذبة فعادة ما يكون بنسب صغيرة، ولكن يمكن أن تتلوث تلك المياه بالحديد من توصيلات السباكة المصنوعة من الحديد أو الزهر.
مشكلة تواجد الحديد والمنجنيز في الماء تكون غالباً في المياه الجوفية، وفي حالة عدم وجود الأكسجين في الأرض يكون الحديد والمنجنيز على شكل مذاب في الماء، وهنا رمز الحديد هو Fe² والمنجنيز هو Mn². فإذا تعرض الماء للأكسجين أو عامل مؤكسد آخر يتحول الحديد و المنجنيز في صورة صلبة غير قابلة للذوبان، فيصبح الحديد Fe³ والمنغنيز Mn³، وبالتالي يسهل إزالتهما من الماء بالمرشحات والفلاتر.
ولعل وضع حد أقصى لنسبة الحديد والمنغنيز في إمدادات المياه لا يقوم على تأثيرات صحية بقدر ما هو تأثيرات سلبية، تتمثل في طعم معدني سيئ، وانسداد توصيلات السباكة، وتلطيخ الملابس والأواني بألوان بين الأصفر والبني، فضلاً عن تلف الأجهزة المنزلية مثل السخانات الكهربائية والغسالات.
أما بالنسبة لمحطات ووحدات معالجة وتنقية المياه، فإن وجود الحديد والمنغنيز في صورتهما الذائبة والصلبة يؤدي إلى تلوث وانسداد المرشحات، ويتمثل الضرر الأعظم في انخفاض كفاءة أغشية التناضح العكسي (الأغشية)، مما يؤدي إلى انسدادها وتلفها. لذلك نجد المعايير القياسية لمياه التغذية بالتناضح العكسي تنص على أن نسبة 1 ملجم/لتر للحديد و0.05 ملجم/لتر للمنجنيز هي الحد الأقصى الذي تستطيع الأغشية إزالته، وأن أي نسبة تزيد عن هذه النسبة يجب معالجتها وإزالتها قبل دخول الماء إلى أنظمة التناضح العكسي.
* طرق إزالة الحديد والمنجنيز من الماء:
أ) حقن الكلور لإزالة الحديد والمنجنيز من الماء:
لقد ناقشنا سابقًا تطهير الماء من البكتيريا والجراثيم عن طريق حقن الكلور، وبنفس الطريقة يتم استخدام الكلور على شكل هيبوكلوريت الكالسيوم وهيبوكلوريت الصوديوم لأكسدة الحديد والمنجنيز وتحويلهما إلى الشكل الصلب بحيث يمكن إزالتهما بسهولة باستخدام مرشح متعدد الوسائط يليه شمعة رواسب 5 ميكرون.
بعد حقن الكلور يجب نقل المياه المكلورة إلى خزان لتحقيق زمن التفاعل سواء في استخدام الكلور لتدمير الجراثيم والبكتيريا أو لأكسدة الحديد والمنجنيز حيث يحتاج الحديد إلى حوالي 20 دقيقة لأكسدة الحديد بينما يحتاج المنجنيز إلى حوالي نصف ساعة.
يجب إزالة الكلور من الماء باستخدام فلتر الكربون النشط حيث يجب ألا تزيد نسبة الكلور في الماء عن 0.1 ملجم/لتر.
ب) الأوزون لإزالة الحديد والمنجنيز من الماء:
ارجع إلى أعلى المقال لمراجعة معالجة الأوزون.
ج) فلتر البيرم لإزالة الحديد والمنجنيز من الماء:
البيرم هو حجر مطلي بأكسيد المنجنيز يستخدم بيرم كوسيط لأكسدة الحديد والمنجنيز في الماء الذي يحتوي على نسبة تصل إلى 15% من الحديد حسب الشروط التي سنذكرها أدناه.
يتدفق الماء إلى فلتر البيرم، وبسبب وجود الأكسجين المذاب في الماء، يتفاعل الحديد المذاب Fe² مع مادة البرم ليتحول إلى حديد غير قابل للذوبان Fe³. بعد ذلك يتم التخلص من هذا الحديد الصلب عن طريق الغسيل العكسي للفلتر. لا يحتاج فلتر البيرم إلى إضافة أي مواد كيميائية، ومع الالتزام بشروط التشغيل والصيانة، لا يتم تغيير وسط البيرم لمدة 4 سنوات أو أكثر.
* الشروط التي يجب توافرها للحصول على الكفاءة المثلى لفلتر البيرم:
1. يجب أن يكون الرقم الهيدروجيني للمياه بين 6.8 و9
2. يجب ألا تزيد نسبة المواد العضوية عن 4 إلى 5 أجزاء في المليون.
3. يجب ألا تقل نسبة الأكسجين المذاب في الماء عن 15% من نسبة الحديد والمنجنيز في الماء. إذا كانت نسبة الأكسجين المذاب أقل من هذه الكمية، يجب ضخ الهواء إلى الماء قبل تدفقه إلى فلتر البرم للحصول على النسبة المطلوبة من الأكسجين. عادة، إذا تم سحب المياه من خزان مفتوح، فلا داعي لضخ الهواء.
4. يجب إزالة كبريتيد الهيدروجين (رائحة البيض الفاسد) من الماء.
5. يجب إزالة الكلور من الماء قبل فلتر بيرم باستخدام فلتر الكربون المنشط، حيث أن الكلور يثبط فعالية بيرم. لذلك، يجب ألا تتجاوز نسبة الكلور 0.5 جزء في المليون (0.5 ملجم/لتر).
6. في وجود المنجنيز، يجب ألا يتجاوز الرقم الهيدروجيني للمياه 8.5، حيث أن الرقم الهيدروجيني الأعلى يسبب تكوين الحديد الغرواني الذي يصعب إزالته.
رسم توضيحي لفلتر البيرم:
8) تقليل الأملاح الذائبة الكلية (TDS) باستخدام التناضح العكسي:
(الأملاح الذائبة الكلية (TDS): هي الكمية الكلية للأيونات المشحونة المتحركة، بما في ذلك المعادن أو الأملاح أو المعادن المذابة في حجم معين من الماء).
أ) ما هو التناضح العكسي (RO):
التناضح ظاهرة طبيعية تحدث في جميع الكائنات الحية، حيث ينتقل الماء عبر غشاء شبه منفذ من محلول بتركيز منخفض من الأملاح إلى محلول بتركيز مرتفع من الأملاح، وهذه الظاهرة الطبيعية يحكمها الضغط الأسموزي للماء. وأبسط مثال على ظاهرة التناضح هو امتصاص جذور النباتات للماء من التربة.
التناضح العكسي، كما يوحي اسمه، هو عكس التناضح، وهو عملية صناعية أو اصطناعية يتم فيها عكس اتجاه الماء عن طريق تطبيق الضغط على المحلول عالي الملح. هذا الضغط أكبر من الضغط الاسموزي للماء، مما يتسبب في مرور الماء عبر غشاء شبه نافذ من المحلول عالي التركيز. تنتقل الأملاح إلى المحلول ذي التركيز المنخفض من الملح مع حبس الأملاح والجزيئات الكبيرة على جانب الغشاء. يستخدم التناضح العكسي في معالجة المياه وتحلية المياه.
رسم توضيحي لعمليات التناضح والتناضح العكسي:
ب) أجهزة وأنظمة التناضح العكسي:
تختلف أحجام وأشكال أجهزة وأنظمة التناضح العكسي بحسب تنوع الاستخدام بين المنزلي والتجاري والصناعي، كما توجد أنظمة تحلية مياه البحر والمياه قليلة الملوحة، ولكنها جميعها توحدها نفس مبدأ العمل، أي تطبيق ضغط أعلى من الضغط الاسموزي للماء، والذي يختلف بحسب نسبة الملوحة. فالضغط المطلوب للمياه العذبة يختلف عن الضغط المطلوب للمياه متوسطة الملوحة، بخلاف الضغط المطلوب للمياه عالية الملوحة مثل مياه البحر.
وتتشابه أنظمة التناضح العكسي أيضًا في أن هناك مراحل أولية لمعالجة المياه قبل دخولها إلى الأغشية لحمايتها من التلف وللحفاظ على كفاءة عملها وإلا فإن عملية المعالجة بأكملها ستكون معرضة لخطر الفشل والانهيار (يمكننا أن نسمي أنظمة معالجة المياه المذكورة سابقًا في هذا المقال بمعالجة أولية للمياه.
ج) ما هي ملوثات المياه التي يمكن لأغشية التناضح العكسي إزالتها؟
حجم مسام غشاء التناضح العكسي هو 0.0001، مما يعطيه قدرات فائقة في إزالة الملوثات الكيميائية الشائعة (أيونات المعادن والأملاح المذابة في الماء)، مثل:
الصوديوم، الكلوريدات، الكبريتات، المغنيسيوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، النترات، النحاس، الرصاص، الكروم، الفوسفور، الزرنيخ، الفلورايد، الراديوم، الإثمد، الألومنيوم، الزئبق، السيلينيوم، الزنك والفضة.
كما أن أغشية التناضح العكسي لها قدرات هائلة في إزالة البكتيريا والفيروسات، ولكن لا ينصح باستخدامها لهذا الغرض، حيث تعتبر أسطح أغشية التناضح العكسي مأوى مثالي لنمو البكتيريا بأعداد كبيرة جدًا، مما يتسبب في فشل أغشية التناضح العكسي.
ملخص:
إن إجراء التحليل الكيميائي والبيولوجي لمصدر المياه المراد معالجتها هو الخطوة الأولى التي على أساسها نحدد المرشحات وأنظمة معالجة وتنقية المياه المطلوبة لمعالجة مصدر المياه لدينا.
تبدأ عملية المعالجة بإزالة البكتيريا (إن وجدت) باستخدام نظام حقن الكلور أو باستخدام الأوزون مع مراعاة متطلباته، ثم إزالة المواد الصلبة العالقة والطمي والعكارة باستخدام مرشح الرمل أو مرشح الوسائط المتعددة، ثم إزالة الكلور باستخدام مرشح الكربون النشط.
إذا كانت المياه تحتوي على نسبة عالية من عسر الماء، يتم استخدام مرشح منقي المياه، وإذا كانت المياه تحتوي على نسب عالية من الحديد والمنجنيز، يتم استخدام مرشح بيرم، أو الاعتماد على نظام حقن الكلور لأكسدة الحديد والمنجنيز، والذي تم تركيبه مسبقًا.
المرحلة الأخيرة هي استخدام أنظمة التناضح العكسي لإزالة الأملاح الذائبة والعناصر الكيميائية غير المرغوب فيها من المياه.
في مقالات قادمة سنتحدث بتفصيل أكثر عن كل مرحلة من مراحل معالجة وتنقية المياه المذكورة أعلاه سواء لمحطات معالجة المياه أو الفلاتر المنزلية بمختلف أنواعها وأحجامها، وأيضا عن المعالجة اللاحقة للمياه المنتجة من أغشية التناضح العكسي.
يسعدني ويشرفني اتصالاتكم و تلقي تعليقاتكم واستفساراتكم ومقترحاتكم.
مع خالص الشكر،،
نور لنظم معالجة و تنقية المياه
محمد محفوظ
01010713412
01552238408
Comments
Post a Comment